الحارس العجوز

كم صعبة هي الحياه على بعضنا...وما أسهلها على بعضنا الآخر..هل هي الحياة التى تقسو علينا أما نحن الذين نصعبها على أنفسنا؟....في ليلة شديدة البروده يتراقص البرد فيها تراقص الفراشات على الزهور..أشعل حارسنا ناره وأخذ يستعد لساعات السهر الطويله...أخذ يفكر كم خشبة سيرمي في هذه النار المتقده حتى يطلع الصباح؟..لا أحد يأنسه في هذا الليل الموحش سوى ناره غدت كصديقته المقربه يساهرها ويقص لها الحكايا...وأنا أراقب من نافذة غرفتي المرتفعه هذا الشبح الأسود وأتسآل ..... ياترى هل هو حائر مثلي في هذه الدنيا أما أن الحيرة أصبحت شيئا عابر بالنسبه له . أو لعله يفكر في بلده البعيد .....تذكر أنه ترك عندها أمانة كبيره سيعود ليأخذها يوما .......ترك روحه ... نعم روحه تركها هناك .
فجأه ينهض من على كرسيه وناره .يال دهشتي !إنه رجل كبير في العمر قد تجاوز الخمسين ...لحيته كالثلج ترتسم على خديه ..........أهي الشجاعه يتجاذبها ليكمل مشواره ؟أم هي روح التضحيه لديه أجبرته على الصبر ؟ألم يفكر هل سيحيى ليعود إلى وطنه !؟؟ألم يخاطب نفسه هل سأرى أحفادي !وهل سأموت على أرضي ؟........ألم يفكر ويفكر كما يفكر الكثير مناااااااا