تهدئة غزة خيار استراتيجي مهم و جهازية عالية

في ظل التهديدات الصهيونية باجتياح القطاع..المقاومة الفلسطينية تكثف من تدريباتها

شهدت الأسابيع الأخيرة الماضية استعدادات مكثفة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لمواجهة أي عدوان صهيوني محتمل على القطاع، خاصة مع تصاعد التهديدات الصهيونية بقرب انتهاء "التهدئة" وعدم صمودها حتى الشتاء المقبل على ابعد تقدير.

فمع ساعات المساء الأولى تتحول العديد من مناطق القطاع المفتوحة إلى قواعد ومراكز تدريبية للآلاف من مجاهدي مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، وذلك في محاولة لاستغلال "التهدئة" والاستفادة منها.

عروض عسكرية

الإعلام الحربي لسرايا القدس قال في تقرير أعده:" قبل لقائنا مع القادة الميدانيين لمختلف فصائل المقاومة الفلسطينية توجهنا لعرض عسكري نظمته سريا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، شارك فيه العشرات من مقاتليها وعناصر من الوحدة الصاروخية التابعة للسرايا مستخدمين خلاله القذائف المضادة للدروع والأسلحة المتوسطة، وصواريخ محلية الصنع، واستعرضوا خلاله عمليات لإطلاقها".

وقال احد المشرفين على العرض أن هذه الاستعدادات تأتي في إطار استعداد فصائل المقاومة الفلسطينية بكافة أجنحتها العسكرية للمواجهة المقبلة مع الاحتلال الصهيوني، والتي من المتوقع أن تكون قريبة".

وأضاف "إن التهدئة السارية في قطاع غزة منذ نحو شهرين هشة، ونتوقع أن تزول في أي وقت وأن تعود الأوضاع في القطاع إلى ما كانت عليه سابقاً، ما يضطرنا لاستغلال التهدئة بالرغم من الأوضاع الأمنية المحيطة بها من تحليق مكثف لطائرات التجسس، في إعداد المقاتلين استعداداً للمرحلة المقبلة".

الإعداد والتجهيز

من جهته أكد "أبو أحمد" أحد القادة الميدانين لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, أن التدريبات والدورات العسكرية التي تقوم بها السرايا تدخل في سياق إعداد مقاتلين قادرين على الإبداع والمراوغة في ميادين الجهاد والمقاومة كي لا يكونوا فرائس سهلة لجنود الاحتلال الصهيوني وعملائهم.

وأضاف "أبو أحمد" أن السرايا في هذه المرحلة تقوم بتجهيز المقاتلين وتثبيت قدراتهم العسكرية والميدانية، وتطوير الاتصالات الداخلية فيما بينهم، للقيام بعمليات عسكرية ناجحة خلال الاشتباك والالتحام مع العدو في أرض المعركة، مشيراً إلى خضوع المتدربين لدورات تدريبية تؤهلهم للقيام بعمليات اقتحام لمواقع احتلالية وأسر جنود صهاينة.

وأوضح أن السرايا مستمرة في تجهيز عناصرها وتطوير قدراتها القتالية حتى تكون على جاهزية كاملة تحسباً لأي عدوان صهيوني علي قطاع غزة.

وأضاف "أبو أحمد" الذي يشرف على إعداد دورات تدريبية لمقاتلين جدد في سرايا القدس، أن مجاهدي السرايا يعكفون منذ فترة طويلة على مراقبة الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ العام 1948م، خشية تمكن قوات صهيونية خاصة من التوغل في المنطقة.

وحول التزام سرايا القدس في التهدئة قال " نحن ملتزمون بالتهدئة ما التزم بها العدو الصهيوني، ولكن في حال اخترق "الكيان" التهدئة فإننا نحتفظ بحق الرد .

استغلال من التهدئة

أما "أبو مسلمة" القائد الميداني في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، فأشار إلى أنهم قاموا في الآونة الأخيرة بإنشاء مواقع تدريب عسكرية على مستوى القطاع, لتدريب وإعداد العناصر المقاتلة، حتى تكون على جاهزية كاملة لصد أي عدوان صهيوني في المرحلة القادمة.

وأوضح أن كتائب القسام تقوم بإعداد دورات عسكرية تتضمن التدريب على اختطاف جنود صهاينة واقتحام مواقع عسكرية.

وحول تصريحات وزير الحرب الصهيوني بتوجيه ضربة عسكرية إلى قطاع غزة قال "إن هذه التصريحات المتكررة تعبر عن حالة التخبط والارتباك التي يعاني منها العدو الصهيوني جراء فشل كل الأساليب السابقة في كسر شوكة المقاومة في قطاع غزة.

ودعا القائد الميداني في القسام فصائل المقاومة الفلسطينية إلى الاستفادة من أجواء "التهدئة" للتحضير لجولة جديدة من المواجهة مع العدو الصهيوني.

مناورات عسكرية

بدورها قامت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية بتخريج دورة عسكرية لمقاتليها في قطاع غزة.

وقام عدد من مقاتلي ألوية الناصر خلال تدريب لهم داخل إحدى المحررات التي انسحب منها العدو في عام 2005, باقتحام موقع عسكري وهمي تابع للجيش الصهيوني وفتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة باتجاهه وفجروا عدد من القنابل والعبوات بداخله.

وقال احد القادة الميدانين في الألوية "إننا نقوم بتجهيز وتدريب عناصرنا استعداد لجولة قادمة من القتال مع العدو الصهيوني وأضاف أن الجولة القادمة ستتضمن معركة مع العدو الصهيوني وسنقوم باختطاف المزيد من الجنود الصهاينة من اجل استرداد وعودة أسرانا من سجون الاحتلال